هل فعلا وقع الإنقلاب في تركيا؟

هل فعلا وقع الإنقلاب في تركيا؟

محاولة الإنقلاب الفاشلة في تركيا 2016

نبذة عن المحاولة الإنقلابية في تركيا 2016

شهدت تركيا الدولة العلمانية ذات الأغلبية المسلمة في 15 يوليوز 2016 محاولة فاشلة للإنقلاب على الرئيس الشرعي المنتخب عن عن حزب العدالة و التنمية التركي رجب طيب أردوغان. هذه المحاولة الإنقلابية الفاشلة قام بها جزء صغير من الجيش التركي "حوالي 30% من الجيش" ، حيث تمت السيطرة على قناة TRT وتمت تلاوة بينان الانقلابين الذي يفرض حظر التجول في البلاد بالإضافة إلى إغلاق المطارات.
في برنامج تليفزيوني مباشر تم الاتصال بالرئيس التركي عبر تطبيق للمكالمات الهاتفية، حيث دعى الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الشعب التركي إلى النزول إلى الشوارع للدفاع عن الديمقراطية ضد دبابات الانقلابين. نزلت جماهير الشعب التركي إلى الشوارع تلبية لدعوات الرئيس وحملوا رايات و أعلام تركية، وفي صبيحة يوم السبت الموالي أعلن أردوغان عن نهاية المحاولة الإنقلابية الفاشلة و بداية مرحلة معاقبة المتورطين في هذه الخيانة ضد الديمقراطية.


هل فعلا دعم العرب المحاولة الانقلابية في تركيا؟

في الساعات الأولى لمحاولة الإنقلاب على الرئيس التركي اردوغان لم تخرج اي من الدول العربية بأي تنديد او بيان حول الحادثة، لكن بعد ساعات قليلة و قبل الإعلان عن فشل الإنقلاب خرج الموقف المغربي و القطري المندد بالمحاولة الانقلابية و الرافض لأي خروج عن ما أقره الشعب التركي في صناديق الإقتراع، لتتوالى بعد ذلك ردود الفعل العربية و الدولية المنددة بالقرار و الداعية جميع الأطراف إلى ضبط النفس و تحكيم مصلحة تركيا أولا و أخيرا.

هل فعلا كان الشارع العربي مع أردوغان؟

انطلاقا من الحملات الكثيرة على مواقع التواصل الإجتماعي لدعم الرئيس التركي طيب رجب اردوغان، يمكن القول بأن أغلبية الشارع العربي كانت مع الرئيس التركي ضد محاولة الإنقلاب.
لكن هذا لا ينفي وجود تيار علماني أو ذو توجهات مختلفة خرج أثناء محاولة الانقلاب مهللا بالعسكر و ناشرا لأخبار تفيد بهروب اردوغان الى دولة خارجية. هذه الأخبار و المزاعم تحولت بعد إعلان فشل محاولة الإنقلاب تحولت إلى اتهامات للرئيس التركي أردوغان بفبركة الانقلاب من اجل الحصول على تعاطف الشعب التركي، لتتحول بعد ذلك إلى اتهامات للحكومة التركية بتصفية المعارضين و اعتقال كل من يعارض توجه الرئيس التركي اردوغان.

من وراء الإنقلاب العسكري في تركيا؟

مباشرة بعد إفشال محاولة الانقلاب العسكري على الديمقراطية التركية خرج اردوغان متهما المعارض التركي القاطن بالولايات المتحدة الأمريكية فتح الله غولن و هو مؤسسة حركة "خدمة"، غير أ، فتح الله غولن يرفض هذه الاتهامات و ينفي اية علاقة له من بعيد او قريب بمحاولة الإنقلاب في تركيا، بل و يتهم اردوغان بتدبير الإنقلاب و بكونه مسرحية فقط.
هناك جهات أخرى تتهم دولة الأمارات العربية المتحدة بتمويل محاولة الانقلاب في تركيا 2016 حيث اكد الكاتب التركي إسماعيل ياشا أن زيارة ولي عهد ابو ظبي إلى دولة قطر إنما هي لطلب الوساطة القطرية لدى اردوغان من اجل تجنيب الإمارات العربية المتحدة اي انتقام من طرف تركيا.

من أفشل محاولة الإنقلاب في تركيا؟

يمكن لأي شخص أن يجيب على السؤال بالقول بأن الشعب التركي هو الذي افشل الإنقلاب، وصحيح جدا، لكن كلمة الشعب عامة ويجب تفصيلها، فالشعب التركي خرج الى الشوارع من اجل طرد العسكر الإنقلابي و دباباته من الشوارع، صحيح، لكن يجب كذلك ذكر الأحزاب السياسية المعارضة التي رفضت من البداية إعطاء أية شرعية للإنقلاب بالرغم من عداوتها الصريحة مع اردوغان، وهذا ناذر جدا.

الجيش التركي كذلك لعب دورا هاما في إفشال الإنقلاب، فعدم مشاركة رئيس اركان الحرب في تركيا كان القشة التي قسمت ظهر البعير، حيث ان فئة قليلة "نسبيا" من الجيش هو من شارك في الإنقلاب حوالي 30%.

هل فعلا دبر اردوغان محاولة الإنقلاب العسكري في تركيا؟

ظهرت مجموعة من الأراء المتناقضة في مواقع التواصل الإجتماعي تتحدث عن فرضية كون اردوغان وراء الإنقلاب من اجل تصفية خصومه السياسين، لكن هل يفعل يمكن في هذا العصر المشحون بالتكنولوجيا و التقنية تدبير محاولة إنقلابية كبيرة بكل العناصر البشرية المشاركة؟
هل يمكن فعلا لأردوغان ان يفبرك الإنقلاب بعيدا عن اعين المخابرات التركية و الأمريكية؟ هل فعلا يمكن لأردوغان ان يخاطر بكرسيه في الرئاسة من اجل خلق مسرحية الإنقلاب كما يسميها المعارضون؟ ألا يمكن ان يأتي يوم تنكشفه في الأحداث؟

المتتبع الواعي المحايد لا يمكن إلا أن يرفض الطرح القائل بكون الإنقلاب مسرحية، حيث لا يمكن الكذب على كل الناس كل الوقت. و الذي يروجون لهذا الطرح إنما كانوا في الأول مع الإنقلاب و يؤيدونه و تمنوا نجاحه، وبعد الفشل اخترعوا قصة فبركة الإنقلاب.