هل فعلا يوجد عذاب القبر؟

هل فعلا يوجد عذاب القبر؟

ما هو عذاب القبر عند المسلمين؟

عذاب القبر عند عامة المسلمين هو ذلك العقاب الذي يحدث في القبر بعد وفاة الإنسان و سواء دفن تحت التراب أو غرق في البحر فأكله الحوت أو تم إحراق جثته و رميها في البحار ...بعد الوفاة تنتهي الحياة الدنيوية وتبدأ حياة أخرى فاصلة بين الدنيا و الآخرة، هي حياة البرزخ الذي يعني الحاجز بين الشيئين، و عذاب القبر في كما يعتقد المسلمون هو عذاب مستمر منذ الوفاة إلى يوم القيامة، حيث يكون العذاب شاملا للروح و للجسد معا بطريقة يعلمها الله تعالى... و هو خاص بالكفار و العصاة من المسلمين.

هل هناك دليل شرعي على عذاب القبر؟

وردت مجموعة من نصوص الأحاديث الصحيحة التي تؤكد على وجود عذاب القبر:

1. ما في الصحيحين ومسند أحمد وأبي داود والنسائي من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه حتى إنه يسمع قرع نعالهم أتاه ملكان، فيقعدانه فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ -لمحمد- فأما المؤمن فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله، فيقال: انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعداً من الجنة، فيراهما، ويفسح له في قبره سبعون ذراعاً، ويملأ عليه خضراً إلى يوم يبعثون. وأما الكافر أو المنافق فيقال له: ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ فيقول: لا أدري كنت أقول ما يقول الناس، فيقال له: لا دريت ولا تليت، ثم يضرب بمطارق من حديد ضربة بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها من يليه غير الثقلين، ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه".

2. وروى الترمذي من حديث أبي هريرة بسند حسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا قبر الميت أتاه ملكان أسودان أزرقان يقال لأحدهما: المنكر، وللآخر: النكير، فيقولان: ما كنت تقول في هذا الرجل، فيقول: ما كان يقول: هو عبد الله ورسوله، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، فيقولان: قد كنا نعلم أنك تقول، ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعاً في سبعين، ثم ينور له فيه، ثم يقال: نم. فيقول: أرجع إلى أهلي فأخبرهم . فيقولان: نم كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه، حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك، وإن كان منافقاً قال: سمعت الناس يقولون قولاً فقلت مثله ، لا أدري، فيقولان: قد كنا نعلم أنك تقول ذلك، فيقال للأرض: التئمي
عليه، فتلتئم عليه، فتختلف أضلاعه، فلا يزال فيها معذباً، حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك".


هل هناك من ينكر عذاب القبر من العلماء و المفكرين و المفسرين الإسلاميين؟


هناك مجموعة من المفكرين و الباحثين الإسلاميين الذين ينكرون عذاب القبر و يؤكدون على أنه سنج خيال فقط ظهر بعد وفاة الرسول صلى الله علي وسلم بكثير.


عدنان إبراهيم:

جميع أحاديث عذاب القبر ملفقة على الرسول صلى الله عليه و سلم، ولا يقولن قائل بالقول الممجوج، بأن السُّنة القولية مُكَمِّلة للقرءان، وأن هناك أحاديث تُقرر عذاب القبر، إلا إن كان يظن النقص بالقرءان، أو يظن بأن رسول الله – عليه الصلاة والسلام - يخالف ما تنزل عليه من قرءان... وترى الناس لا تُدرك عن حياتها في عالم الذَّر شيئا، كما لا يُدركون شيئا عن حياتهم وهم أجِنَّة في بطون أُمهاتهم، لكنهم ترسموا مستقبلهم في قبورهم من خلال مرويات ما أنزل الله بها من سلطان. ولقد تلونت بعض العقول وانتقت من كتاب الله ما يحلو لها، وتأولته على أنه عذاب قبر، وتركت بالمقابل صريح الآيات التي تؤكد عدم وجوده، فتسببوا في إضلال الأمة، بل في السقوط في هُوَّة التكذيب لكتاب الله، بل دسوا التعوذ من عذاب القبر المبتدع داخل صلوات الناس باسم السُّنة النبوية، والسُّنة بريئة من ذلك التعوذ الدخيل..وليس للنعيم المزعوم بالقبر أي دليل من القرءان، لذلك اشتهر عذاب القبر ولم يشتهر نعيمه.

ولست أدري كيف استساغوا وجود عذاب قبل الحساب؟، وما فائدة وزن الأعمال يوم القيامة؟، والله يقول:
((وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ *)) .سورة الأنبياء آية رقم:(47) .
بما يعني أن العدل يكون حينها.
ولماذا ستجادل كل نفس عن نفسها يوم القيامة
((يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ *)) . سورة النحل آية رقم:(111) .
أيكون بعد العذاب جدال، وهل يكون البعث فاصلاً بين عذابين؟، أهي كما يقول مذيع التلفاز (فاصل ونواصل)!!.
وما فائدة الشهود على العبد طالما تم تنفيذ العذاب مسبقا؟، ولماذا هان أمر عذاب القبر على الله فلم يُصَرِّح به فيما صرَّح؟، وهل تركه لجماعة الفقهاء فقط ليستنبطوه؟، ولماذا سُمِّيَ يوم القيامة بيوم الحساب طالما هناك عذاب قبل الحساب؟.


متولي الشعراوي:


"القبر ليس فيه عذاب لأنه لا عذاب إلا بعد حساب، والحساب سيكون في الآخرة"
إستشهد في حديث بقولة تعالى : ﴿النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ﴾
وتسائل المفسر الشعراوي ، ما هو الزمن بالنسبة للإنسان؟ حياته و مماته و بعثه.
و إنطلاقا من الأية الكريمة أضاف بأن آل فرعون لم يعرضوا على النار في حياتهم، وبقي زمانين فقط، حياة البرزخ في القبر : يعرضون عليها...
حياة الآخرة: أدخلوا آل فرعون أشد العذاب...
و هناك فرق بين العرض و بين الإدخال...


حسن الترابي:

قال الترابي: "هناك من يقول بمنكر ونكير وعذاب داخل القبر، وهذا غير صحيح، فالإنسان حينما يموت تصعد روحه لله سبحانه وتعالى، أما الجسد فيتآكل وينتهي ولا يبعث مرة أخرى، وإنما يقوم الله سبحانه وتعالى بخلق جسد جديد من الطين، الذي خلق منه الإنسان للروح نفسه"

علي منصور الكيالي 

... و كلّ آيات القرآن الكريم تقول أنّه [ لا عذاب قبل الحساب ] ، حتى [ الظالمين ] الذين لهم أقسى أنواع العذاب ، فإنّ الله سبحانه لن يُعذّبهُم قبل الحساب لقوله تعالى : ( و لا تحسبنّ الله غافلاً عمّـا يعمل الظالمون ، إنّمـا - يؤخّرهُم - ليوم تشخص فيه الأبصار ) إبراهيم 42 ، هل انتبهتِ لكلمة : [ يؤخّرهُم ] ، و الكافر يوم القيامة سوف يندهش من البعْث للحساب : ( قالوا يا ويلنـا مَنْ بعثنـا منْ - مَـرقدنـا - ) يس 52 ، فقد كانوا [ راقدين ] و انزعجوا من الاستيقاظ للحساب ، فيأتي جواب الملائكة الكرام : ( هذا مـا وعَد الرحمن و صدَق المرسلون ) يس 52 ، فهل هذا كلام [ عربيّ ] واضح من الله مباشرةً ، أمْ مـاذا ؟ .

ما حكم من ينكر عذاب القبر؟

جماع الصحابة إن ثبت فهو حجة قطعية لا يجوز إنكارها ولا سيما إن كان ما أجمعوا عليه من الأمور الغيبية التي لا تؤخذ بالاجتهاد؛ كعذاب القبر. وقد كفر بعض أهل العلم من أنكر ما أجمع عليه الصحابة ووصفه بعض من لم يكفره بالابتداع.