هل فعلا يوجد حرية البحر؟

هل فعلا يوجد حورية البحر؟



مع بداية العصر الذهبي للتلفاز ظهرت مجموعة من الأفلام و الرسوم المتحركة و التي تظهر فيها مخلوقات عجيبة مثل حورية البحر أو عروسة البحر، هذا الكائن العجيب الذي يكون غالبا جنسه أنثى، حيث يكون نصفها العلوي جسد إنسانة و النصف الأخر جسد سمكة. و حورية البحر هذه كما شاهدها الجميع في الأفلام و المسلسلات الأجنبية تكون عادة شابة في مقتبل العمر فاتنة الجمال حيث أن حورية البحر في اللغة تعني الفتاة الحسناء الجميلة، فهل فعلا يوجد حورية البحر؟

من أين أتى كائن حورية البحر أو عروسة البحر؟

يبدو من الوهلة الأولى للمتتبع أن حورية البحر كما يعرفها الجميع نشأت من التلفاز، فهل هذا صحيح؟
لنعد قليلا إلى التاريخ، فقد ظهرت حوريات البحر في مجموعة من الثقافات المختلفة قبل ألآلاف السنين من قبيل:

الأسطورة اليونانية حيث أحبت الإلهة أتارجاتيس الأشورية شخصا فقتلته عن طريق الخطأ و ندمت كثيرا إلى درجت أنها أرادت التحول إلى سمكة لتعيش في البحيرة لبقيةحياتها، لكن جمالها حسب الأسطورة دائما ظهر وتحولت إلى شكل حورية البحر. وتوجد كذلك نسخ لحورية البحر في الثقافة العربية الهندية من كتاب ألف ليلة و ليلة حيث ذكرت قصة لبحار تم إنقاذه من طرف حورية البحر و أغرمت به لكن شكلها السفلي وعمرها الطويل منعاها من ذلك و في الأخير ضحت بحياتها من أجل ذلك الأمير. كما اكتشف علماء الآثار من الثقافة اليونانية القديمة أشكال حوريات البحر مصنوعة من البرونز.

هل هناك من سبق و أن شاهد حورية بحر أو عروسة البحر؟

بعد الشهرة الكبيرة التي نالتها حورية البحر في عالم التلفاز و السينما، و هي ترافق البحارة وتتحدث معهم وتنقذهم من الغرق، ظهر مجموعة من الأشخاص الذين يدعون و يؤكدون على رؤية حرية البحر. أغلبية الذين يزعمون رؤية حرية البحر هم من البحارة الذين يجولون في المحيطات البعيدة، بل و يعطون أوصاف دقيقة و مختلفة لهذا الكائن الأسطوري العجيب. لكن غالبا ما تقابل مزاعمهم هذه بالتكذيب والتسفيه من الناس كما يحدث للذين يدعون رؤية الكائنات الفضائية.

هل ذكرت حورية البحر أو إنسان الماء في الإسلام؟

جاء في كتاب الموسوعة الفقهية  ما يلي : " إن المراجع العلمية الحديثة التي بين أيدينا يستفاد منها أن إنسان الماء هو حيوان أسطوري يوصف في القصص الخيالية بأن نصفه الأعلى امرأة ونصفه الأسفل سمكة .و قد ذكر مجموعة من العلماء إنسان الماء أو حورية البحر و منهم من حرم أكله لأنه شبيه الإنسان و منهم من حلله نظرا لأن جميع مخلوقات الماء مباحة الأكل.

خلاصة: لا يمكن الجزم بشكل قاطع بأن حورية البحر موجودة أو غير موجودة نظرا لنقص الأدلة و لاختلاط الأساطير بالشهادات الكاذبة ووقائع المشاهدة من مجموعة من الأشخاص الموثوقين. غير أن الغالب والله أعلم أن حورية البحر ما هي إلا نسج خيال أسطوري تم تدعيمه بالكثير من المشاهد السينمائية التي زرعت في عقول البشر أشكالا لمخلوقات غير موجودة.