هل فعلا يسبب السهر أمراضا مزمنة كالسرطان و السكري؟

هل فعلا يسبب السهر أمراضا مزمنة كالسرطان و السكري؟




يضطر الكثير من الناس إلى السهر إلى وقت متأخر من الصباح، و تختلف اسباب السهر بين الناس من السهر الذي يكون نتيجة للعمل ليلا و ذلك في بعض المهن كالحراسة و المستعجلات الطبية...و بين السهر الذي يكون نتيجة لمشاكل نفسية تدفع معها النوم بعيدا عن أعين المريض و هو ما يعرف بالأرق الشديد و بين السهر الذي يلجأ إليه الكثير من التلاميذ و ذلك للاستعداد للامتحانات نظرا للهدوء الذي يمتاز به الليل بعيدا عن ضجيج النهار و تحركات العائلة داخل المنزل.

ما هو تعريف السهر؟

السهر هو تأخير النوم إلى فترة جد متأخرة من الصباح، حيث أن الله تعالى خصص الليل للنوم و النهار للعمل و للاشتغال
قال الله تعالى: " وجاعلنا نومكم سبات وجعلنا الليل لباسا وجعلنا النهار معاشا"

وهذه الأية تؤكد الحالة الطبيعية التي يجب أن يكون عليها الإنسان في نومه، لكن التغيرات الكبيرة التي طرأت على الحياة البشرية فرضت على بعض الفئات السهر ليلا نظرا لطبيعة العمل او لظروف شخصية أخرى. البعض يؤكد أنه دائم السهر و أن ذلك لا يؤثر أبدا على صحته الجسدية او النفسية مادام أنه ينام ساعات كافية خلال النهار، لكن البعض الأخر يشتكي من أضرار السهر التي أثرت سلبا على صحته.


لماذا يقوم الإنسان بالسهر ليلا؟

السهر لعبادة الله

السهر المعروف عند غالبية المسلمين منذ بداية الإسلام هو المسمى بقيام الليل حيث يقوم الإنسان بالإستيقاض في الثلث الأخير من الليل من اجل قيام اليل بالصلاة وقراءة القرآن و الاستغفار و بالدعاء وهو ما يوضحه الحديث هذا الحديث النبوي الشريف:
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم "ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له، حتى ينفجر الفجر" متفق عليه

السهر لظروف أو لطبيعة العمل او المهنة:

هناك بعض المهن التي تستوجب و تفرض على ممتهنها السهر ليلا و يمكن ان نضع إسلاميا ضمن ما يسمى ب "حراسة الثغور" الذي يقوم به الجنود من اجل منع العدو من التسلل ليلا و مهاجمة البلاد و العباد، غير أن مفهوم "حراسة الثغور" يمكن توسيعه ليشمل كذلك بعض المهن الداخلية داخل البلاد كالسهر في مقرات الأمن من اجل استقبال شكايات المواطنين او الإستجابة لنداءاتهم و نجد كذلك سهر الأطباء و الممرضين في المستعجلات الطبية و سهر الوقاية المدنية و رجال المطافئ إلى غيرها من المهن الشريفة التي تستوجب استمرارية المرفق العمومي و عدم انقطاع تقديم الخدمة للمواطنين.

السهر مضيعة للوقت فقط:

هناك فئة من الشباب العاطل عن العمل الذي يقوم بالسهر ليلا و النوم نهار فقط من اجل إضاعة الوقت و هذا السهر غير جائز و غير ذي قيمة اصلا لأنه يضيع على الإنسان الكثير من الأمور التي يمكن القيام بها او تعلمها و التي ستعود عليه بالنفع. حيث ان هناك فئة من الشباب يتجمعون حول التلفاز او حول الألعاب الإلكترونية و يقومون بالسهر و هذا السهر قد يجر معه مجموعة من المحرمات كالتدخين او معاقرة الخمر أو الإقدام على المعاصي و الكبائر الأخرى.

السهر بسبب مشاكل شخصية :

الكثير من الناس تعاني من مشاكل نفسية نتيجة تكون بالأساس مشاكل ناتجة عن ازمات مجتمعية كالبطالة مثلا التي تدفع الشباب الى السهر ليلا والنوم نهارا و الابتعاد عن الناس عكس ما تقتضيه الطبيعة البشرية. كما يكون السهر نتيجة ازمات داخل العائلة او بين الزوجين مما يدفع بالزوج الى السهر خارجا الى اوقات متأخرة من الصباح...

أضرار السهر النفسية والصحية

بما أن السهر ليلا و النوم نهار ضد القانون الطبيعي الذي وضعه الله تعالى لنا و الذي ذكر في مجموعة من الآيات القرآنية، فإنه لا بد من وجود اضرار جسمانية و نفسانية للسهر و سنحاول ذكر اهم ما وصل اليه الطب الحديث من المخاطر الصحية التي يسببها السهر الدائم:

أضرار بدنية و جسمانية للسهر 

التعب : يصيب الجسم و الدماغ لعدم حصولهما على الراحة الليلية الطبيعية.

الصداع: قلة النوم او السهر تسبب الصداع للبالغين الذين يحتاجون ما بين 8 و 9 ساعات من النوم و عدم الحصول على النوم الكافي لمدة يومين يسبب الصداع.

الغثيان : تغير النظام الذي يعمل به الجسم قد يسبب الغثيان و من بين هذا التغير السهر و قلة النوم و الإكثار من شرب القهوة.

احمرار العين: عدم إعطاء الراحة الكافية للعين و تركيز العين في منطقة محددة لمدة طويلة كالهواتف المحمولة او الحواسيب او التلفاز يسبب عياء و احمرار و ربما دمعان العين.

التوتر العصبي، القلق، ضعف الذاكرة و التركيز، سرعة الغضب، ظهور مشاكل جلدية كالبثور....

هل فعلا السهر يسبب أمراضا مزمنة كالسرطان و السكري؟

حسب أخر الدراسات و التجارب الطبية فإن السهر الدائم المتكرر و الذي لا تتبعه راحة كافية و نظام غذائي و رياضي متوازن تؤدي إلى مجموعة من الأمراض المزمنة نذكر من بينها:

السكر أو السكري : يؤدي السهر لأيام متتابعة إلى ظهور اضطرابات هرمونية خطيرة لدى الإنسان هذه الاضطرابات قد تسبب في الإصابة الدائمة بالنوع الثاني من مرض السكري.

السمنة أو زيادة الوزن: السهر الكثير يدفع الدماغ إلى افراز هرمون الجريلين الذي يسبب الجوع الشيء الذي يؤدي بالإنسان إلى تناول المزيد من الأطعمة في وقت وجب فيه ان يكون نائما، و من المعلوم ان نشاط الجسم في الليل يكون ضعيفا الشي مما يسبب في عدم احتراق الدهون و السعرات الحرارية مما يسبب السمنة، و السمنة كذلك تسبب في الكثير من الأمراض المزمنة كأمراض القلب و الشرايين و الجلطات الدماغية القاتلة.

سرطان الثدي والأورام: أظهرت دراسة حديثة أن السهر لفترات طويلة يعرض المرأة إلى سرطان الثدي والأورام الحميدة بنسبة أكبر من المعدل الطبيعي ب 60٪.

الموت المبكر: أظهرت دراسة أجريت بإنجلتزا أن الأشخاص الذين ينامون أقل من 6 ساعات يومياً، أكثر عرضه للوفاة المبكرة بنسبة 12٪ من الأشخاص الذين يحصلون على فترة نوم من 6 الى 8 ساعات.