هل فعلا الفلوس تغير النفوس؟

هل فعلا الفلوس تغير النفوس؟


الأموال تغير الرجال و النساء

يلاحظ الكثير من الناس أن أصدقائهم أو بعض المعارف قد تغيروا بعد أن ولجوا مناصب أو تقلدوا مهام لم يكونوا يحلمون بها من قبل. فهل صحيح فعلا أن المناصب و الوظائف الراقية تغير الرجال كما يقال؟


هل فعلا تغير الأموال الأشخاص؟

بالنسبة للأشخاص الذين يرثون أموال طائلة أو يربحون اليناصيب أو ينجحون بسرعة:

نسبة كبيرة من الأشخاص الذين انتقلت حياتهم من الفقر إلى الغني، تتغير حياتهم بشكل جذري وكلي بين عشية و ضحاها... فينتقلون من الحلم بالرفاهية إلى العيش فيها. وهذا الإنتقال السريع بين عالمين مختلفين يؤدي إلى كثير من التغييرات والتي قد لا يستوعبها الشخص. فيبدأ الإنسان في تقليد من هم في مرتبته في الأموال، ويفعل ما يفعلون ويتبنى أفكارهم بدون تمحيص مسبق ولا غربلة تزيل شوائب و منغصات الثراء.

فيحاول شيئا فشيئا التخلي عن تصرفاته القديمة المرتبطة بالفقر حتى ولو كانت هذه التصرفات إيجابية يقوم بها البسطاء من الشعب. و يتبنى مطلق تصرفات أقرانه الجدد من الأغنياء من قبيل:
  1. التكبر على معارفه السابقين و التنكر لأصله و ماضيه.
  2. الإعجاب بالنفس الزائد و الإكثار من الحديث عن نفسه و عن أفعاله أمام الملأ.
  3. التخلي عن القيم الأخلاقية و محاولة شراء كرامة الأشخاص و مواقفهم بالمال.

بالنسبة للأشخاص العصاميين الذي كونوا ثروتهم بصعوبة و على مدة طويلة:

نسبة هامة من الأشخاص العصاميين الذين كونوا ثروتهم طيلة سنوات من العمل الجاد والشاق و ذلك بالاعتماد على مجهوداتهم الشخصية...هذه الفئة في غالبيتها تجدها تحافظ نوعا ما على نفس علاقاتها الاجتماعية، لأن الغنى أو الشهرة تم إكتسابها عبر سنوات طوال و التغيير كان تدريجيا وبطيئا...وتجدهم يقدرون الجهد الذي يبدله الأخرون ولا يبخسون أعمالهم بل ويشجعونهم على النجاح... و يخصصون أموال طائلة من ثرواتهم للأعمال الخيرية عبر العالم. إذن فمن الصعب على هذه الفئة أن يتغير بين ليلة وضحاها. 

بالنسبة لبعض الأشخاص الذين ولدوا في عائلة غنية: 

هناك الكثير من الأشخاص الذين يولدون في عائلات غنية لكنهم تلقوا تربية حسنة مبنية على التواضع و احترام الأخر وعدم احتقاره أو النقص من مجهوداته. وفي الكثير من الحالات التي عايشتنها تجلس مع أناس متواضعين في اللباس و في طريقة الكلام و تعلم أن فلان أو فلانة شخص غني إلا بعد أن يخبرك أحد الأصدقاء. 


الخلاصة : بالرغم من أنه لا يمكن التعميم في جميع الحالات، ولا يمكن الحكم على الشخص إنطلاقا من محيطه الإجتماعي مباشرة غير أن غالبية الحالات أثبتت فعلا بأن الفلوس أو النقود تغير الرجال و النفوس الدنيئة بطريقة سلبية، أما الكرام و المتخلقون بأخلاق الإسلام فيبقون على تواصل مع محيطهم بنفس الطريقة الإيجابية.